حسب الشهادة التي أدلى بها القائد الصادق الفول رحمه الله أحد المؤسسين الأوائل للكشافة الإسلامية الجزائرية و صديق حميم للشهي دمحمد بوراس يؤكد فيها بان سنة 1930كانت تاريخا حاسما في مسار الأحداث حيث توجه إلى الجزائر العاصمة لزيارة صديقه محمد بوراس و أثناء تجوالهما و هما يمارسان هواية ركوب الدراجات انضما بدافع الفضول إلى حشد كبير يضم حوالي 3000مشارك كشاف اجتمعوا في مؤتمر ضخم بمناسبة مرور مائة 100 سنة على احتلال الجزائر أقيم بحي الثغريين موقع نزل الاواسي حاليا بالعاصمة.وقد لفت انتباههما اللباس المميز للمشاركين و ما علق عليه من الأوسمة والنياشين المختلفة.وعندمااستفسرا عن هؤلاء المجتمعين قيل لهما انهم الكشافة الفرنسية و هو أمر يعرفونه لاول مرة. ولحسن الصدف كان أحد محدثيهما قائدا كشفيا مسلما من اصل يوناني ناقشا معه مسالة انشاء كشافة اسلامية جزائرية على غرار كشافتهم فاخبرهما بان السيدة<بادنباول>ابنة مؤسس الحركة الكشفية العالمية قد عقدت ندوة صحفية بإنجلترا و صرحت فيها بأنه من المستحيل تأسيس كشافة إسلامية في الجزائر خارج القيم الفرنسية المسيحية.ومباشرة بعد هذا الحادث اتفق الشهيد محمد بوراس مع زميله صادق الفول رحمه الله على رفع التحدي و الشروع في تشكيل أول فوج كشفي جزائري على مستوى مدينة مليانة مع العلم أن هذه المدينة كانت بها كشافة فرنسيةجل عناصرها يهود.وعن هذا المولود الجديد يقول صادق الفولرحمه الله <<في سنة 1930 جمعتبعض الشبان لا يتجاوز عددهم العشرة و أسسنا فوجا كشفيا جزائريا يحمل اسم ابن خلدونتسبب في ظهور عدة مشاكل مع الإدارة الفرنسية الأمر الذي أدى في النهاية إلى انضمام بعض الأوربيين و اليهود.و الغريب في هؤلاء هو أننا عندما نسأل أحدهم عن سبب الانخراط يقول:أريد أن أكون كشافا مسلما...غير أن نية هؤلاء المنخرطين هي الجوسسة والتفرقة و الاطلاع عن قرب عما يحدث و محاولة تحريف اتجاهنا وأفكارنا..>>.ومن خلال ما تقدم تتضح النوايا الخبيثة للإدارةالاستعمارية التي وضعت شروطا مجففة لاستمرار نشاط الفوج و المتمثلة في انضمامالعناصر الفرنسية و اليهودية لاستخدامهم كجواسيس قصد التعرف على اتجاهات الفوج الكشفي الجديد الأمر الذي نتج عنه اضطراب عمل الفوج و تحريف اتجاهه بالتصرفات والسلوكات المنافية للقيم و الأخلاق الإسلامية<حادثة تنظيم حفل انتهى بشرب الخمرو السكر>.وعقب الزيارات المتكررة إلى مدينة مليانة كان محمد بوراسيلتقي بهذها لعناصر الكشفية فانبهر بالنتائج التي توصل إليها صديقه صادق الفول ففكر في إنشاء فوج في العاصمة وراسل صديقه حول المسالة و بعد مدة اخبره بأنه أسس فوجا كشفيا من ثمانية أعضاء يحمل اسم الفلاح بقلب القصبة و ذلك عام 1935 و اعد قانونه الأساسي و قدمه لولاية الجزائربتاريخ 16 أبريل 1936 و تحصل على تصريح إداري يوم 5 جوان 1936 تحت رقم 2458.وممايجب ذكره انه في هذه الفترة ظهرت عدة أفواج كشفية في عدة مناطق من البلاد نذكر منهاعلى سبيل المثال لا الحصر:فوج ابن خلدون بمليانة عام 1934فوج الرجاء بقسنطينة عام 1936 فوج الصباح بقسنطينة عام 1936 فوج الفلاح بمستغانم عام 1936 فوج القطببالجزائر العاصمة عام 1937فوج الإقبال بالبليدة عام 1936 فوج الحياة بسطيف عام 1938فوج الهلال بتيزي وزو عام 1938 فوج الرجاء بباتنة عام 1938 فوج النجوم بقالمة عام 1939...الخ.
***تأسيس جامعة الكشافة الإسلاميةالجزائرية:فكرمحمدبوراسفي تأسيسجامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية على غرار جامعات الكشافة الفرنسية الكاثوليكية والإسرائيلية و اللائكية و البروتستانية قصد جمع شمل كافة الأفواج و الجمعياتالكشفية و توحيدها في اتجاه وطني واحد ولتحقيق ذلك اعد قانونا أساسيا عرضه علىالسلطات الفرنسية الحاكمة للمصادقة عليه لكن إدارة الاحتلال واجهته بالرفض المطلقلما فيه من طابع مميز للشخصية الوطنية الجزائرية.ولما تولت الجبهة الشعبية الحكم فيفرنسا عام 1936 قدممحمد بوراسللمرة الثانية مشروع قانون جامعة الكشافة الإسلاميةالجزائرية بعد تعديلات طفيفة ادخلها عليه فحظي المشروع بالموافقة فكانت أول مبادرةتشكيل مؤقتا لجنة مديرة لفيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية متكونة منمحمد بوراس .الصادقالفول. بوبريط رابح. بوعزيز مختار. محمد مادة. الطاهر تجيني. باي ابراهيم. بوعبدالله .دحماني. مزغنة. حسان بلكيردوغيرهم.كما تم التحضير للمؤتمر الذي بمقتضاه أسست فدراليةالكشافة الإسلامية الجزائرية فكان أول تجمع كشفي في جويلية 1939 بالحراش العاصمةتحت الرئاسة الشرفية للشيخعبد الحميد ابن باديسوكان شعار هذا التجمع<الإسلام دينناو العربية لغتنا و الجزائر وطننا>.درس المؤتمرون أهداف الحركة و مرماها و سطروا برامجالعمل المشترك...في جو من الحماس و السرور كما تم تعيين القيادة العامة التي تسنداليها مهمة تربية النشء تربية وطنية و توحيد القانون الكشفي و الزي الكشفي والشارات و تطبيق البرامج الكشفية و تكوين مخيماتالتكوين...الخ.وقد حظيت جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية بمساعدة وتشجيع أقطاب الحركة الإصلاحية بحضور أئمتها في التجمعات و المؤتمرات التي تنظمهاالكشافة الإسلامية الجزائريةكابن باديسفي قسنطينة والطيب العقبيفي العاصمة والبشير الإبراهيميفي تلمسان.وفي هذا الصدد يذكرمحمد الصالح رمضانفي مخطوطة <الحركة الكشفية و تاريخها> إن الكشافةالإسلامية الجزائرية نشأت و ترعرعت في أحضان الحركة الإصلاحية العامة التي تشرفعليها و توجهها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين واسم الجامعة الكشفية دال على ذلك كما نبتت معظم أفواجها و اكثر جمعياتها في أوساط و بيئات إصلاحية إلى جانبالنوادي و المدارس العربية الحرة بل كان اغلب فتيان الحركة الكشفية و قادتها ومسيريجمعياتها من تلاميذ هذه المدارس و النوادي أو من أعضاء جمعياتها المحلية و كانمرشدوها جميعا من معلمي تلك المدارس كما كان الأساتذة و المعلمون الجزائريونالمتحررون في المدارس الفرنسية من أهم عناصرها وبناتها وبعض السياسيين كذلك كانوالا يبخلون عليها بالدعم و التأييد و المشاركة العملية...وفي إطار أدوارها الوطنية في مجال تحفيزالهمم و تنمية الحماس الوطني بالأناشيد و العروض المسرحية قدمت أيضا خدمات فيالمجال الثقافي التربوي زيادة على تدريباتها النظامية إذ يراها الكثير من المسيرينمدرسة للتكوين العسكري و عناصرها جنود العروبة و الإسلام بجاذبية زيها حياة مخيمهاو دراسة العديد من التقنيات شبه العسكرية و هي تسعى لخدمة الوطن كما هو منصوص عليه في قانون ووعد الكشاف.